الخميس، 27 أكتوبر 2011

وقود الدماغ الثلاثي المفعول


يظن الكثير من الناس أن تناول كوب من القهوة صباحا كفيل بإيقاد شعلة النشاط العقلي, لكنهم يفاجئون بانتكاسة مزاجية سريعة تؤدي إلى الاستعانة بكوب آخر من القهوة أو قطعة من الدونات أو الكرواسون ينتهي مفعولها بعد دقائق
حتى نحصل على تركيز قوي لفترة طويلة من الزمن يجب أن نتعرف أولا على أساسيات إيقاد نشاط الدماغ
1.     الطاقة
2.      تدفق الدم
3.     البناء
      أسرع مصدر للطاقة من الممكن أن يمد الدماغ بالنشاط السريع هو سكر الجلوكوز والذي يمكن الحصول عليه عن طريق تناول حبيبات من العنب أو الزبيب (العنب المجفف) , لكنه وقود ينتهي سريعا, ويمكن دعمه عن طريق تناول السكريات البطيئة الامتصاص مثل الحبوب الكاملة أو المضاف إليها النخالة , تناول المكسرات طريقة أكثر فعالية كالفستق واللوز والجوز, تعتبر السكريات والنشويات مصادر غنية بالوقود الذي يشعل طاقة الدماغ, لكنها تنضب سريعا, لذلك فإن أفضل طريقة لضمان فعاليتها لفترة طويلة, هو تناول الحبوب الكاملة أو المنتجات المدعمة بالنخالة, أو منتجات اللحوم والبروتينات التي ثبت قدرتها على تقليل سرعة امتصاص السكريات والنشويات
      من المعتاد والطبيعي أن يتدفق الدم في الشعيرات الدموية بسلاسة ناقلا الأكسوجين والمغذيات إلى خلايا المخ, لكن ما أن يحدث مانع أو يقف عائق في طريقه حتى تتأثر أبسط وأدنى قدراتنا العقلية, مثل القدرة على التذكر, تتعدد العوامل والنتيجة واحدة, لذلك فإن الوقاية منها خير من العلاج:
      أولا: فقر الدم أو النقص الغير إكلينيكي والغير واضح أحد أهم العوامل التي تؤثر على قوة سريان الدم في الشعيرات الدموية داخل الدماغ, وقد لا يبدوا هذا النقص واضحا ولا يصاحبه الكثير من الأعراض ولا يعاني صاحبه من الدوار أو الضعف, لكن يمكن اكتشافه عن طريق تحليل الدم, وللوقاية من هذا النقص, لا تسارع إلى تناول المزيد من مكملات الحديد, كون زيادة الأخيرة تؤدي إلى نتائج عكسية , ولكن ابحث عنه في مصادره الطبيعية مثل اللحوم والعسل الأسود, وبعض الفواكه والخضروات مثل البنجر والخضروات الورقية , وجود عصير الليمون أو السلطة مصاحبة لوجبة غنية بالحديد يعني امتصاص ووصول أكبر للحديد داخل الجسم, أما وجود المشروبات المنبهة مصاحبة أو بعد أي وجبة غذائية يمنع امتصاص الحديد في الجسم
     ثانيا: انسداد الشعيرات الدموية أيضا احد العوامل التي تقلل من تدفق الدم إلى شرايين المخ وبالتالي تمنع تغذية الخلايا, وهذه من أكثر المشاكل التي قد تودي بصحتك العقلية إلى الهلاك, ينتج هذا الإنسداد عن تراكم الدهون المشبعة مع مركبات كيميائية اخرى في الدم في صورة جلطات صغيرة لا تلبث أن تكبر مع استمرارك على نمط حياتك الضار, الكوليسترول والدهون المشبعة هم أحد أكثر أعداء صحتك العقلية نفاقا, فهم يظهرون لك في صورة اطعمة لذيذة ومحبوبة مصنوعة بيد والدتك او زوجتك, لكنهم يخفون في دواخلهم سموم قاتلة ومدمرة داخل جسدك, لذلك امتنع عن تناول أي مصدر من مصادر هذه الدهون ومارس الرياضة بانتظام, شراب الزنجبيل أو الجنسنج يقويان من تدفق الدم إلى الشعيرات الدموية في المخ ويقللان من أكسدة الدهون وتكاثر الجذور الحرة داخل خلايا مخك
      تصبح الوسائل السابقة عديمة الفعالية إذا لم يكن بناء المخ سليما, وهذا يعني الحرص التام على نوعية الدهون التي تدخل إلى وجبتك, فالكثير من الدهون المشبعة يعني الكثير من العمليات العقلية المعاقة, تناول أحماض أوميجا-3 الموجودة في المكسرات والأسماك زيت بذرة الكتان وزيت الكانولا بالتوازن مع أحماض أوميجا-6 الموجود في زيوت الطبخ الشائعة مثل زيت الذرة وزيت دوار الشمس وزيت الزيتون, والحرص على تناول الخضروات والفواكه المتنوعة بشكل يومي يبني نسيج المخ بشكل أفضل, الأمر لا يستغرق يوما أو يومان أو ثلاث حتى تصل إلى بناء صحي, بل يتطلب تغيير طريقتك المعتادة في تناول الطعام, ومراقبة كل ما يدخل إلى معدتك من اطعمة قد منذ استيقاظك صباحا وحتى تخلد إلى النوم, لن تحتاج إلى مجهود عظيم في مراقبة طعامك, اسبوعان أو ثلاث حتى يصبح الأمر معتادا وضمن سلوك حياتك الصحي


موصلات عصبية هامة للعمليات العقلية..حمض الجلوتاميك

خامسا:حمض الجلوتاميك    حمض الجلوتاميك هو حمض أميني يوجد بوفرة في كثير من البروتينات الحيوانية والنباتية، وهو حمض اميني غير أساسي ل...