جدة- حنين عزيز
المادة البيضاء هي احد مكونات الجهاز العصبي وهي عبارة عن محاوير مغلفة بمادة الميلين, تعمل على نقل الأوامر (الإشارات العصبية) من المادة الرمادية إلى كافة أعضاء الجسم, يرجع لونها الأبيض إلى مادة الميلين التي تتكون من نسبة عالية من الدهون, تنموا هذه المادة في دماغ الطفل باستمرار نموه حتى مرحلة البلوغ, وقد يحدث خلل جيني في نسبة قليلة من أطفال العالم بحيث يتراجع نمو هذه المادة في عمرالطفولة, فيبدوا الطفل طبيعيا في اول سنوات حياته من ناحية النمو والذكاء, ثم لا يلبث أن يتراجع عن المشي او الكلام وحتى الذكاء بسبب ضمور هذه المادة في مرض نادر يدعى بحثل المادة البيضاء, وهو غالبا ما ينتهي بالموت.
وجد الباحثون أن نقص في حجم المادة البيضاء في دماغ الإنسان الطبيعي يؤدي إلى عدد كبير من المشاكل العقلية والنفسية مثل:
1. قلة نسبة الذكاء, خصوصا للأطفال.
2. مرض الزهايمر.
3. الاكتئاب.
4. التوحد.
5. مرض التصلب المتعدد.
6. ضعف القدرة على التعلم وتراجع الإدراك.
7. انفصام الشخصية.
8. اضطراب ثنائي القطب.
9. تراجع النمو العقلي والجسدي للأطفال المنتهي بالموت في مرض حثل المادة البيضاء
كيف نحافظ على أقصى حجم وفعالية للمادة البيضاء في أدمغتنا ؟
1. بما أن المكون الأساسي لهذه المادة في الدماغ هو الدهن, فنحن بحاجة إلى زيادة التركيز على نوعية الدهن في غذائنا, بحيث نحافظ على أفضل توازن بين أحماض اوميجا-3 وأوميجا-6 في الغذاء بنسبة 1:1, ويمكن التجاوز عن هذه النسبة بمقدار 1 : 4 وذلك عن طريق مراقبة كمية ونوعية الدهون التي تدخل إلى الغذاء, والابتعاد بقدر الإمكان عن الدهون المشبعة الموجودة في منتجات اللحوم الحمراء وجلود الطيور ومنتجات الألبان كاملة الدسم والتركيز على تناول الأسماك وزيوتها وزيت بذرة الكتان وزيت الكانولا والمكسرات
2. تناول الأغذية الصحية والوقاية من مرض السكر من النوع 2, كون الأخير يتسبب في قلة حجم هذه المادة في المخ, وبما أننا جميعا قد نتعرض لهذا المرض, فإن إتباع إرشادات الهرم الغذائي هو أفضل طريقة للوقاية منه.
3. ممارسة الرياضة, حيث وجد الباحثون أن حتى المتطوعين بين 60-79 عام ازداد حجم المادة البيضاء في أدمغتهم مع ممارستهم المستمرة للرياضة, فكيف إذا كانت ممارسة الرياضة بدأت منذ وقت مبكر من العمر .
4. التعامل الإيجابي مع الأبناء: حيث أكدت الدراسات أن العنف مع الأبناء باستخدام السلوك والألفاظ السيئة من أهم أسباب شذوذ نمو المادة البيضاء مما يعرضهم للاضطرابات النفسية والعقلية.
النصائح السابقة تناسب الأشخاص الطبيعيين لكنها قد تكون ذات فائدة متواضعة لمرضى حثل أو تنكس المادة البيضاء كون هذا المرض ناتج عن خلل جيني وليس خلل في السلوك الغذائي فقط.