يتمتع الأطفال المولودين في المدن الساحلية بقدرات عقلية اكثر صلابة ونمو جسدي سليم بسبب التوفر الغزير لعنصر اليود في غذائهم البحري، بينما يعاني بعض أطفال المدن الصحراوية والجبلية الفقيرة من نقص في النمو والذكاء نتيجة لقلة تناولهم للمأكولات البحرية الغنية بهذا العنصر, وقد تكاثفت الجهود مؤخرا لإمداد الجميع بكمية مناسبة من اليود, وكان لتدعيم الملح بهذا العنصر أثر واضح جدا على النمو والذكاء, ومع زيادة التقدم وتهافت الناس على المطاعم عادت مشكلة نقص اليود بشكل خفي بين الكبار والصغار, فأصبح من النادر استخدام ملح الطعام في البيت, بينما تستعمل المطاعم التجارية أملاح غير مدعمة لثمنها الرخيص ولأسباب أخرى لسنا بصدد الحديث عنها, فضلا عن مشكلة ارتفاع ضغط الدم التي جعلت الكثيرين يحجمون عن استخدام الكمية المناسبة من الملح في الطعام لتمدهم بحاجتهم من اليود, إذا أن زيادة الملح الطفيفة قد تودي بحياة البعض, وأصبح تعقيم ضروع الأبقار يعتمد على المضادات الحيوية بدلا من منتجات اليود التي كانت تترك أثرها في منتجات الحليب.
كشفت الدراسات مؤخرا عن أهمية سد أي نقص طفيف في اليود لدى الأطفال كونه يؤثر على القدرات التعليمية حتى لدى أطفال أكثر الدول تقدما، ومن هنا كان الحرص على إعداد الطعام في المنزل باستخدام الملح المدعم باليود وتناول المأكولات البحرية أو استشارة الطبيب لوصف المكملات الغذائية المناسبة لعمر ووزن الطفل ليحصل على أفضل النتائج الدراسية.