فقر الدم الناتج عن نقص الحديد هو أحد أكثر المشاكل
الغذائية المنتشرة في العالم، تفاقم هذه المشكلة وعدم تداركها يؤدي إلى تراجع
معرفي عالمي، منذ عمر الطفولة وحتى مراحل متقدمة من العمر.
شغل الباحثون مؤخرا بتأثير المبالغة في تناول مكملات الحديد
على الدماغ ونتائجها العكسية في تفاقم الإصابة بالزهايمر، حيث وجدت تركيزات عالية
من الحديد في أدمغة المصابين بكميات تزيد عن احتياجاتهم الطبيعية.
لكن هذا لا يعني أننا سنتوقف عن الاهتمام بالحديد، فمعظم
الزيادات تأتي من المكملات الأقراص أو الحقن، بينما يبقى الحصول عليها من الغذاء
أفضل وأكثر أمانا.
نقص الحديد وعدم توفره في الغذاء يعني دائما دماغ فقير بالدم،
وعدم وصول كمية كافية من الدم إلى الدماغ يؤثر على تكامل العمليات العقلية
والمعرفية.
كلما كانت الإصابة بفقر الدم في وقت مبكر من الحياة كلما
كان الخوف على القدرات العقلية أكبر، فكما أكدت بعض الدراسات التي نشرت سابقا فإن
نقص الحديد لدى الحوامل في مراحل الحمل الأولى يؤثر بشكل سلبي على القدرات اللغوية
للجنين، أما اليوم ففي جامعة كاليفورنيا يؤكد الباحثون أن نقص الحديد في عمر
المراهقة يؤثر على قدرات الدماغ في المراحل العمرية المتقدمة.
دماغ
المراهق يشبه تماما دماغ الرضيع في التغيرات المتسارعة فيه والنمو المفاجئ للخلايا
العصبية ، لذلك فإن النقص الغذائي لعنصر الحديد في هذه المرحلة قد يؤثر على اكتمال
تكون الميالين المادة الأساسية في تكوين المادة البيضاء في الدماغ، مما يعني تآكل
أسرع لإحتياطات الدماغ في عمر الشيخوخة.
لذلك
يجب تنبيه المراهقين الذين يتمتعون بحس عال من الفكاهة والتندر على أجدادهم مرضى
الزهايمر، بأن أي إهمال أو تقصير في تناول الأغذية المفيدة في هذا العمر قد يعرض
قدراتهم العقلية للخطر مستقبلأ، وهذا يعني أنهم سيكونون بدورهم فكاهة المستقبل لدى أحفادهم.
يتواجد الحديد بشكل غني في منتجات الحمراء والبيضاء وصفار
البيض وبعض أنواع الخضروات والفواكه مثل البنجر والتمر والعسل الأسود والزبيب
الأسود بكميات معقولة.
أما
الخضروات الورقية الخضراء كالسبانخ وغيرها فهي مصدر غير مفيد للحديد كونها تحتوي
على الأوكسالات التي تمنع امتصاص الحديد في الأمعاء.
المصادر
