نعلم
جيدا أهمية تناول الفواكه والخضروات بما لا يقل عن خمسة وحدات في اليوم على الأقل,
وكثيرا ما قرأنا عن أحماض أوميجا3 الدهنية, والحبوب الكاملة, لكن على الأرجح فإن
إلتزامنا بهذا النظام الصحي نادر وقليل, لذلك فإننا غالبا ما نقع فريسة لهيجان
الأعصاب والتوتر والكآبة وضعف المناعة والإلتهابات المزمنة, فضلا عن النسيان
الكثير وضعف الوظائف الإدراكية, وذلك بسبب اعتمادنا الكلي على تناول النشويات
واللحوم والحلويات ومنتجات الألبان الدسمة والكاملة الدسم, وأخيرا القليل من
السلطة إن وجد, ومن المؤسف حقا أن أكثر من يتبع هذا النمط الفقير من التغذية هم
سكان اكثر الدول العربية غنى, ولا أجد في عقلي تفسير مقنع لهذا السلوك.
أيا
كان سبب الإبتعاد عن تناول الطعام الصحي, يبقى الجسم الطبيعي متطلبا, فهناك عمليات
بناء وهدم مستمرة, وهناك جراثيم تقطع الطريق, وهناك بيروكسيدات وهيموسيستين, إن لم
نوفر لها عناصر التغذية الجيدة, انهكت اجسادنا وعقولنا وأصابتنا بالكآبة والخمول
والمرض.
نحتاج
بين الحين والآخر إلى امداد اجسادنا بالفيتامينات والمعادن والدهون الصحية عن طريق
مكمل غذائي, فالتغذية المثالية والكاملة قد لا تتاح للجميع, وتتاح للبعض بعض
الوقت, في حين يلتزم بها المحظوظون فقط, وحاجة الجسم للمغذيات صارمة ولا تخضع
للرغبات والأهواء طوال الوقت, ولا تتهاون مع التقصير, لذلك فغالبا ما نجدها تعبر
عن نفسها بصورة شرسة وعنيفة كالضعف والأمراض والكآبة والتعب أو حتى السرطان.
تؤكد
الكثير من الدراسات والأبحاث جدوى تناول المكملات الغذائية في تحسين قدراتنا
العقلية والمعرفية, مثل الذاكرة القصيرة والطويلة الأمد, والقدرات اللغوية.
وفي
ورقة عمل تم طرحها في المؤتمر الأوروبي للطب التكاملي في برلين بألمانيا, سلط
الباحثون الضوء إلى المشاكل المعرفية والمعنوية التي تواجه الأفراد مع التقدم في
العمر مثل الإكتئاب والقلق وأمراض القلب والأوعية الدموية والإلتهابات والتدهور
المعرفي والخرف, كما أشار الباحثون إلى أن نقص الفيتامينات والمعادن إبتداءا من عمر
الخمسين يشارك في التسبب بالكثير من هذه الأمراض والأعراض, وأكدوا على أهمية
تناول اقراص وحبوب المكملات الغذائية
الغنية بالفيتامينات والمعادن والأعشاب المفيدة في دراسة أجريت على مجموعة من
الأشخاص فوق الخمسين استخدمو هذه المكملات لمدة 16 أسبوع أدت إلى تحسن اليقظة
والحد من الإكتئاب والقلق والتوتر والذاكرة
المكملات الغذائية من فيتامينات ومعادن وأحماض
دهنية وأعشاب لا يمكن أن تحل محل الغذاء الصحي, فهي تكمل فقط وليست بديل, لا
تحرموا أنفسكم من تجربتها بين الحين والآخر, بعد استشارة الطبيب المشرف على حالتكم الصحية.
المراجع
الصورة