الأطعمة الغنية بالتربتوفان, بالنوم, الإسترخاء, المشاعر البهيجة

حنين عزيز- جدة

     إن كنت مثلي قد ورثت أطفالك جينات الأرق, فكلاكما بحاجة إلى المزيد من التريبتوفان
    من الطبيعي أن يصيب اليوم معظم موظفي الدولة للقطاع التعليمي أرقا مفاجأً بسبب محاولات العبث في ساعتهم البيولوجية فجأة, من حسن حظي فإن ساعتي البيولوجية لا تشاكسني كثيرا, ورأسي مليء بكيماويات الراحة والنعاس, لكن الأرق أصاب طفلتي الرضيعة, لأنه وعلى ما يبدوا لعلمي القاصر أن حاسة الإستشعار عندها تعمل بقوة, أشعر برغبة شديدة لأعرف كيف استشعرت أنها ستفارق حضني ثمانية ساعات منذ اليوم, وبعد أن خلدت أخيرا إلى النوم أبعث لكم بمقالتي هذه وأنا على يقين بأن موظفي القطاع التعليمي اليوم ستكون أحاديثهم منحصرة حول الأرق والسهر تماما مثل أول يوم بالعيد


    إن كنت تسمع بالتربتوفان لأول مرة, فما هو إلا حامض أميني مكون للبروتين, لا يستطيع الجسم أن يقوم بتصنيعه, بدون تناوله من المصادر الخارجية, لذلك, فهو أساسي جدا لنمو الطفل, ونقصه يؤدي إلى فقدان الوزن والتوقف عن النمو ابتداءً والموت انتهاءً..حفظ الله أطفالكم من كل سوء.

     أما كشخص بالغ, فإن نقص هذا الحامض الأميني يسبب خلل في تكوين هرمون السيروتونين الذي ينظم الشهية ويساعد على النوم ويقلل من مشاكل القلق والاكتئاب والأرق, كما يؤدي نقص التريبتوفان إلى سرعة العصبية و الهيجان ونفاذ الصبر, وسوء التركيز, والرغبة في تناول الطعام بكثرة, خصوصا الأطعمة قليلة الفائدة كثيرة السعرات.

    أما عن مصادره الغذائية فهو يتواجد في كثير من الأطعمة أهما الأطعمة البروتينية الحيوانية مثل الدجاج والديك الرومي واللحوم الحمراء والأسماك, ومنتجات الألبان والبيض, كذلك يتواجد في الأطعمة النباتية مثل فول الصويا والسبانخ والفاصوليا والعدس والقمح والفول السوداني والموز والشوفان

    أحب أن أذكركم بأن الأطعمة الغنية بالتربتوفان تكون ذات فعالية ضعيفة بسبب المنافسة بين هذا الحامض الأميني والأحماض الأمينية الأخرى لاجتياز الحاجز الدموي للدماغ أولا, ولا يفوز التربتوفان في هذا السباق إلا إذا صاحبه وجود سعرات حرارية من أطعمة أخرى كربوهيداتية مثل منتجات الحبوب كالخبز والمعكرون والأرز , كذلك الأطعمة ذات الطعم الحلو مثل التمر أو العسل , هذه النوعية من الأطعمة تساعد على إطلاق الأنسولين في الدم, لتسهل امتصاص التريبتوفان عبر الحاجز الدموي في الدماغ, وبالتالي ضمان إنتاج السيروتونين هرمون النعاس والصحة النفسية

    الشعوب العربية اليوم في أشد أوقاتها حاجة لهدوء الأعصاب والروية في ظل هذه الدماء النازفة.عليكم بالتريبتوفان قبل اتخاذ قراراتكم المصيرية, حتى لايصيبكم الندم مستقبلا لا قدر الله.